بعض الناس هذه الأيام ولستُ منهم، مثل القدير الراحل طلال مداح لسان حالهم يقول:
«أنا جالس ومستني، على التليفون تطلبني، تقولي إني سامحتك، ضميري كتير معذبني، وأنا غلطان ومتأسف».
لا شك أن التسامح صفة جميلة ومحمودة بين البشر، وبما أن شهر الخير على الأبواب أكثر ما يصلنا هذه الأيام هي رسائل (سامحوني وحللوني)، حتى أصيب جوالي الحبيب (بتُخمة) من كثرتها!
هذه البدعة، أو العادة السنوية أصبحت مستهلكة وتجتاح هواتفنا كل عام، فأغلب مُرسلي هذه الرسائل مصابون بداء النسخ واللصق، ويرسلونها فقط للعادة أكثر من الغاية منها.
فسبحان الله البعض تُصيبهم (لعانة) وسوء أخلاق وفظاظة طوال أيام السنة، وقبل حلول شهر رمضان يبدؤون بإرسال تلك الرسائل المعتادة بطلب السماح والغفران من الناس، وتلك سنة حسنة لا أنكرها، ولكنها إن لم تكن صادقة ونابعة من القلب ما إن ينقضي الشهر الفضيل سوف ترجع ريما لعادتها القديمة!
فبعض البشر يؤذيك ويسيء إليك ويسُبك ويغتابك ويأكل لحم أخيك وأبيك وعمك وخالك وسابع جدانك وقبل رمضان أقصى ما يمكن فعله هو أن يرسل لك تلك الرسالة التي أكاد أجزم أنه يحتفظ بها عاماً بعد عام.
وما دونهما، لا صِلات رحم، ولا القيام بواجبات اجتماعية، ولا أخلاق أو طلب للسماح.
وبصراحة هذه النوعية من الناس والرسائل (ترفع ضغطي) ولا أحبذها، فالمسامحة وفضائل الأخلاق لا بد أن تكون خصلة في الإنسان على مدى حياته، فمنتهى النفاق أن يطلب أحدهم السماح من أحد وبعد انقضاء الشهر الكريم يعود لـ(لعانته) ويعود الآخر للحقد عليه!
وبالطبع فلاسفة الناس وحكماء زمانهم سوف يقولون لي هذا شهرٌ كريم يا جاهلة والناس تتسامح فيه، وحضرتي لا أنكر هذه الخصلة الطيبة عليهم، لكن ما أنكره هو طلب المسامحة والغفران عن الزلات والإساءات فقط في هذه الأيام وبعد انقضائها تعود (شياطين الإنس) منكم لتمارس نشاطاتها وإساءاتها على الناس!
وبما أني لستُ من رواد مثل تلك الرسائل ولا مُتداوليها، جلست أعدد ذنوبي واستغفر عنها (أبرك لي)، وطلبت السماح من نفسي إذا أسأت لها في يوم، والحمد لله سامحتني واحتضنتني وقبلتني وهنأتني بقرب حلول شهر رمضان المبارك، وأرجو أن لا يتدخل أحد بيني وبين نفسي.
وما عليكم مني، إذا أردتم السماح من الناس الذين أسأتم إليهم في يوم، أو جرحتموهم، أو أكلتم أموالهم بغير وجه حق، أو تبليتم عليهم بما ليس فيهم، أو هجرتموهم، أو شتمتموهم، أو أو أو... فاطلبوا منهم السماح فور علمكم بغلطكم، ولا تنتظرون وتبتدعون أشياءً ما لها معنى، ثم تغثون الناس بسامحوني وأبيحوني!
وكما تعلمون الشياطين تُصفد في شهر رمضان الكريم، لذلك أعدكم سوف (أصفد) الشيطان الذي بداخلي بقدر ما أستطيع و(أشكمه)، كل عام وأنتم بخير يا أحبة، ولا تنسون أرجوكم (سامحوني وحللوني).
وأنا جالس ومستّني..........
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
«أنا جالس ومستني، على التليفون تطلبني، تقولي إني سامحتك، ضميري كتير معذبني، وأنا غلطان ومتأسف».
لا شك أن التسامح صفة جميلة ومحمودة بين البشر، وبما أن شهر الخير على الأبواب أكثر ما يصلنا هذه الأيام هي رسائل (سامحوني وحللوني)، حتى أصيب جوالي الحبيب (بتُخمة) من كثرتها!
هذه البدعة، أو العادة السنوية أصبحت مستهلكة وتجتاح هواتفنا كل عام، فأغلب مُرسلي هذه الرسائل مصابون بداء النسخ واللصق، ويرسلونها فقط للعادة أكثر من الغاية منها.
فسبحان الله البعض تُصيبهم (لعانة) وسوء أخلاق وفظاظة طوال أيام السنة، وقبل حلول شهر رمضان يبدؤون بإرسال تلك الرسائل المعتادة بطلب السماح والغفران من الناس، وتلك سنة حسنة لا أنكرها، ولكنها إن لم تكن صادقة ونابعة من القلب ما إن ينقضي الشهر الفضيل سوف ترجع ريما لعادتها القديمة!
فبعض البشر يؤذيك ويسيء إليك ويسُبك ويغتابك ويأكل لحم أخيك وأبيك وعمك وخالك وسابع جدانك وقبل رمضان أقصى ما يمكن فعله هو أن يرسل لك تلك الرسالة التي أكاد أجزم أنه يحتفظ بها عاماً بعد عام.
وما دونهما، لا صِلات رحم، ولا القيام بواجبات اجتماعية، ولا أخلاق أو طلب للسماح.
وبصراحة هذه النوعية من الناس والرسائل (ترفع ضغطي) ولا أحبذها، فالمسامحة وفضائل الأخلاق لا بد أن تكون خصلة في الإنسان على مدى حياته، فمنتهى النفاق أن يطلب أحدهم السماح من أحد وبعد انقضاء الشهر الكريم يعود لـ(لعانته) ويعود الآخر للحقد عليه!
وبالطبع فلاسفة الناس وحكماء زمانهم سوف يقولون لي هذا شهرٌ كريم يا جاهلة والناس تتسامح فيه، وحضرتي لا أنكر هذه الخصلة الطيبة عليهم، لكن ما أنكره هو طلب المسامحة والغفران عن الزلات والإساءات فقط في هذه الأيام وبعد انقضائها تعود (شياطين الإنس) منكم لتمارس نشاطاتها وإساءاتها على الناس!
وبما أني لستُ من رواد مثل تلك الرسائل ولا مُتداوليها، جلست أعدد ذنوبي واستغفر عنها (أبرك لي)، وطلبت السماح من نفسي إذا أسأت لها في يوم، والحمد لله سامحتني واحتضنتني وقبلتني وهنأتني بقرب حلول شهر رمضان المبارك، وأرجو أن لا يتدخل أحد بيني وبين نفسي.
وما عليكم مني، إذا أردتم السماح من الناس الذين أسأتم إليهم في يوم، أو جرحتموهم، أو أكلتم أموالهم بغير وجه حق، أو تبليتم عليهم بما ليس فيهم، أو هجرتموهم، أو شتمتموهم، أو أو أو... فاطلبوا منهم السماح فور علمكم بغلطكم، ولا تنتظرون وتبتدعون أشياءً ما لها معنى، ثم تغثون الناس بسامحوني وأبيحوني!
وكما تعلمون الشياطين تُصفد في شهر رمضان الكريم، لذلك أعدكم سوف (أصفد) الشيطان الذي بداخلي بقدر ما أستطيع و(أشكمه)، كل عام وأنتم بخير يا أحبة، ولا تنسون أرجوكم (سامحوني وحللوني).
وأنا جالس ومستّني..........
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com